قال أبو بكر الديب، الخبير في الشأن الاقتصادي إن مدينة الدواء في الخانكة، التي افتتحها مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسى، من شأنها أن ترفع صادرات الدواء المصري لـ 10 أضعاف سواء للدول العربية أو الإفريقية، أو حتى في آسيا والأمريكتين، والبالغة حاليا حوالي 500 مليون دولار سنويا، وتصل به لـ 5 مليارات جنيه، مع تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي، وتوفر الآلاف من فرص العمل، مضيفا أن المدينة تتمتع بمواصفات عالمية.
وأضاف الديب، أن هذه فرصة كبيرة جدا لزيادة صادرات مصر للخارج، مطالبا وزارتي الصحة، والتجارة والصناعة، وهيئة الدواء، والمجلس التصديري للأدوية والمستلزمات الطبية، بتنفيذ توجيهات الرئيس ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، بدعم صناعة الدواء وزيادة قدرة الدواء المصري على النفاذ إلى الأسواق الخارجية.
وأشار الديب إلي أنه يوجد في مصر 160 مصنعا للدواء تنتج أكثر من 10 آلاف صنف
وتغطى حوالي 92% من احتياجات السوق المحلي من الأدوية، وفي حال التصدير فسيكون لذلك فوائد كبيرة علي الاقتصاد المصري، من خلال زيادة الدخل القومي وعلج عجز الموازنة وتوفير العملة الصعبة وبالتالي زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي بالبنك المركزي، وزيادة تأثير مصر في السوق العربي والإفريقي أو يعرف بالقوة الناعمة.
وقال الديب إن السوق الإفريقي عطشي للدواء المصري الأقرب والأرخص وصاحب المواصفات والجودة العالية، والذي يملك السمعة الطيبة، وخاصة في ظل جائحة كورونا ويمكن الاستفادة من الاتفاقيات التجارية بين مصر ودول إفريقيا ومنها اتفاقية الكوميسا للنهوض بالصادرات الدوائية.
وأوضح أن مدينة الدواء علي أعلى مستوى من حيث التكنولوجيا العالمية الحديثة، ما يجعلها تحقق الريادة للدواء المصري، وهي أحد المشروعات القومية العملاقة التي سعت الدولة لإنشائها بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى، والسعي للتصدير، وهي خطوة مهمة علي طريق تصنيع المواد الخام الداخلة في تصنيع الدواء محليا وستضع مصر على خارطة التصدير كما تعمل عمل تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة الدواء في الشرق الأوسط، قائلا: إن سوق الدواء المصري بلغ 125 مليار جنيه في عام 2020، وهو من أكبر الأسواق في المنطقة.
وقال إن المدينة تقام على مساحة 180 ألف متر مربع، وبطاقة إنتاجية 150 مليون عبوة سنويا، وتضم مصنعين، أحدهما مصنع الأدوية غير العقيمة يضم 15 خط إنتاج، ويوفر هذا المصنع ما تحتاجه الدولة من أدوية وفوارات وكافة أشكال الأدوية؛ إذ تتمثل أولوية التصنيع في الوقت الحالي للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وأمراض الكلى والمخ والأعصاب والقلب، إضافة للمضادات الحيوية، كما تتضمن المدينة، مناطق المحاليل الوريدية وإنتاج الفايلات وإنتاج الإمبولات، وقطرات العين والأذن، ومحطة إنتاج المياه المقطرة، والمعالجة والنقية، ومنطقة تجميع وخروج مخلفات التصنيع، ومنطقة الكبسولات الرخوة، ومنطقة استلام المنتج الخام، وتضم المدينة مركزا إقليميا لتصنيع الدواء بالتعاون مع شركات أجنبية لتكون مصر منطقة لوجستية في الصناعات الدوائية.