يتناول برنامج المسحراتي والذي يتم تقديمه علي المحطة الإذاعية ” 99 إف إم ” العديد من الحكايات عن عادات وطقوس ارتبطت بشهر رمضان واعتاد المصريين علي القيام بها خلال الشهر الكريم .
و البرنامج من إعداد أمينة العناني وتقديم نخبة من مذيعين ومذيعات الراديو ، تحت إشراف و إنتاج المذيع و مدير المحطة الإذاعية أحمد شبانة.
وأكد شبانة أنه يسعي دائما لتقديم أقيم البرامج الهادفة التي تحظي بقبول المستمع و تقدم له كل ما هو جديد ومتنوع وتثري من معرفته الثقافية ، لافتا إلي أن كل حلقة تقدم معلومات جديدة للمستمع عن طقس أو عادة معينة في المجتمع المصري ارتبطت بشهر رمضان المبارك .
” موائد الرحمن ”
” مائدة الرحمن ” أو ” دار الفطرة ” معناها أنها مائدة إفطار بتقام في أيام الصيام سواء في شهر رمضان أو يوم عرفة ، وفي حكاية بتقول أن سبب تسميتها بـ” مائدة الرحمن ” هي قصة شهيرة لشخص كان اسمه عبد الرحمن وكان بيحب يعمل الخير ويساعد المحتاجين وكان بيعمل موائد خارج منزلة للفقراء وعابري الطريق علشان كدة اتسمت الموائد باسمه .
وفي حكايات كتير عن أصل ” مائدة الرحمن ” وحكاية منها لبعض المؤرخين قالوا فيها أن مائدة الرحمن بدأت منذ عهد النبي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، لما عمل مائدة للوفد اللي جاله من الطائف أثناء وجوده بالمدينة في شهر رمضان ، وكان بيرسل لهم وجبتين الإفطار و السحور مع بلال بن رباح ومن بعد منه عمل كدة الصحابة فأسس سيدنا عمر بن الخطاب ” دار الضيافة ” ليفطروا فيها ، لكن المائدة بشكلها المعروف بدأت بعد كدة بكتير .
وحسب كتاب ” دليل الأوائل ” للدكتور إبراهيم مرزوق فإن أول من أقام المائدة في شهر رمضان هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي و أقامها ليفطر منها أهل جامع عمرو بن العاص ، و كان بيخرج من مطبخ القصر طول شهر رمضان ” 1199 ” إناء يوميا وبتحتوي علي ألوان مختلفة من الطعام بيتم توزيعها علي الفقراء والمحتاجين وقت الإفطار وكان بيقعد بعد الفطار يسمع القرآن ويشاهد حلقات الذكر لغاية منتصف الليل بعدها يأمر الخليفة بتوزيع الهدايا علي الفقراء لغاية وقت السحور ويرجع يعمل مائدة كبيرة للسحور في نفس مكان مائدة الإفطار .
وفي حكاية بتقول أنها في عصر الفاطميين وكانت بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي اللي أمر بأنه يتعمل مائدة كبيرة لإفطار رواد مسجد عمرو بن العاص و سموها ” دار الفطرة ” .
وبحسب كتاب “ابن تغرى بردى – مؤرخ مصر في العصر المملوكى ” للدكتور محمد حسين شمس الدين، على لسان تقى الدين المقريزى، فإن دار الفطرة كانت خارج القصر أمام باب الديلم ومشهد الحسين، و بقي مكانها دلوقتي في أول شارع فريد من جهة الميدان القبلى لجامع الحسين في اتجاه بوابة الباب الأخضر.
و في حكاية بتأكد أن ” مائدة الرحمن ” بدأت في عهد أحمد بن طولون ، وخلال العام الرابع من حكمه قال جملته المشهورة ” إني جامعكم حول تلك الأسمطة ” الموائد ” لأعلمكم طريق البر بالناس ” ، واللي حصل أنه جمع كبار وأغنياء الدولة و عمل عدد كبير من الموائد علشان يجتمع عليها الفقراء والمحتاجين وطلب من كل كبير وغني أنه يكون مسئول عن مائدة علشان يعلمهم الإنفاق في البر وطلب منهم أنها تستمر طول شهر رمضان .
وفي عصر الممالك والعثمانيين ما اهتموش بيها و بقت مجرد عادة بيعملها الأغنياء و رجال الدولة علشان يفطروا الفقراء .
و الملك فاروق كان حريص علي أنه يعمل مائدة كبيرة في ساحة قصر عابدين كل يوم و يدعو إليها كبار الدولة والمسئولين والفقراء والمحتاجين .