أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، أمين سر لجنة الري والزراعة بمجلس الشيوخ، أن مصر حققت نهضة زراعية كبرى غير مسبوقة فى مجال استصلاح وزراعة الأراضي الجديدة، ومن أهم المشروعات الزراعية العملاقة التي يتم العمل فيها حاليًا «مشروع توشكى» على مساحة 485 ألف فدان، ومن خلاله سيتم الإعلان عن الاكتفاء الذاتي من أهم الحاصلات الزراعية، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل زراعة 30 ألف فدان قمح خلال أول 3 أشهر من بداية المرحلة الأولى، ويتم التجهيز حاليًا لزراعة ما يقرب من 100 ألف فدان، فضلًا عن تجهيز 100 ألف فدان أخرى بنهاية العام الجاري، وتنفيذ شبكات ري بإجمالي أطوال 420 كم.
وأضاف أبو الفتوح، أن المشروعات الزراعية الحالية أثرت بشكل واضح في تحقيق الأمن الغذائي، واستقرار الأسعار وتوافر السلع الغذائية الأساسية، مثل اللحوم من مشروعات الإنتاج الحيوانى والأسماك، ومنها مشروع بركة غليون وشرق التفريعة وإنتاج الخضروات بالصوب والزراعات المحمية وإنتاج المحاصيل الإستراتيجية بمشروع المليون ونصف المليون فدان ومستقبل مصر، وكذلك قريبًا الدلتا الجديدة وغيرها فى توشكى وشرق العوينات، حيث إن المشكلة الأساسية تتمثل في وجود فجوة بين الإنتاج والاستهلاك في بعض المحاصيل مثل القمح والذرة الصفراء تصل إلى ٥٠%، كما أن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك فى المحاصيل الزيتية تصل إلى ٩٥% ولا يمكن سد العجز من خلال المساحات المحدودة في الوادي والأراضي القديمة، ولابد من التوسع فى زراعة أراضى جديدة وهو ما يعرف بالتوسع الأفقي جنبًا إلى جنب مع زيادة استنباط الأصناف والسلالات والهجن عالية المحصول والمقاومة للأمراض والآفات لكل هذه المحاصيل لزيادة الناتج من وحدة المساحة، وهو ما يعرف بالتوسع الرأسي.
وأشار أمين سر لجنة الري والزراعة بمجلس الشيوخ، إلى أن التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية اتجاه تتبناه الدولة منذ عدة سنوات، لتحقيق الأمن الغذائي من خلال زيادة معدلات الإنتاج وتلبية احتياجات السوق المحلى وتحقيق فائض للتصدير، بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وتطبيق أحدث النظم التكنولوجية فى الزراعة والري والحصاد.
ولفت أبو الفتوح، إلى أن دراسات التوسع فى الرقعة الزراعية بدأت منذ الستينيات القرن الماضي للتوسع الأفقي اعتمادًا على مياه السد العالي، وتم حصر الإمكانيات الموجودة فى مصر وتمت الزراعة على مياه السد العالي عقب تعديل التركيب المحصولي، بعد أن كانت تعتمد الزراعات على زراعة المحصول الواحد، أما الآن فهناك ثلاثة عروات هما الشتوي والصيفي والنيلي، وبالتالي تضاعفت المساحة المحصولية ثلاثة مرات، وزادت المساحة المحصولية من 5 ملايين إلى ما يقرب من 17.5 مليون، كما حدث توسع يصل إلى مليون فدان تعتمد فى زراعتها على المياه التي تم توفيرها من السد العالي.
وأوضح أبو الفتوح، أن الطفرة الزراعية التي تم بنائها من قبل القيادة السياسية على أسس علمية تأكد أن البحث العلمي قاطرة التقدم لتحقيق إستراتيجية التنمية المستدامة لأي دولة، ولعل هذا سر نجاح خطوات الرئيس السيسي في تحقيق إستراتيجية «رؤية مصر 2030»، حيث وجه بترجمة المخصصات الدستورية لدعم ذلك الملف لتزيد مخصصات البحث العلمي من 11.89 مليار جنيه فى 2014 لتصبح 32.12 مليار من إجمالي الدخل القومي مع توقع زيادات أخرى قريبًا.